الأحساء- اقتصاد مستدام، استثمارات واعدة، وتنمية متسارعة

المؤلف: خالد السليمان10.08.2025
الأحساء- اقتصاد مستدام، استثمارات واعدة، وتنمية متسارعة

لقد كان منتدى الأحساء 2025 في نسخته السابعة، والذي حمل عنوان "الأحساء.. اقتصاد مستدام"، حدثًا بارزًا ذا تأثير بالغ، حيث شهدت محافظة الأحساء نقاشات ثرية ورؤى مستقبلية واعدة. تولت غرفة الأحساء زمام المبادرة في تنظيم هذا المنتدى الحيوي، وذلك بالتعاون الوثيق مع هيئة تطوير الأحساء وشركة أرامكو السعودية. وقد حظي المنتدى برعاية كريمة وافتتاح رسمي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، وبحضور صاحب السمو الأمير سعود بن طلال محافظ الأحساء ورئيس اللجنة العليا للمنتدى، بالإضافة إلى نخبة من الوزراء الموقرين وكبار الشخصيات، وممثلي قطاعات الأعمال والمستثمرين المرموقين.

وقد تجلت قيمة الإنسان وأهمية المكان في الأحساء من خلال مشاركات أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين، حيث أشار معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد الخطيب في كلمته القيمة، إلى أن الأحساء تمتلك مقومات استثنائية تؤهلها لتتبوأ مكانة مرموقة كوجهة سياحية رئيسية في المملكة العربية السعودية. وأشار معاليه إلى النمو الملحوظ في مرافق السياحة والضيافة في الأحساء بنسبة تصل إلى 52%، وإلى الزيادة المطردة في أعداد السياح المحليين والوافدين، حيث بلغ عددهم 3.3 مليون سائح خلال عام 2024، مما أدى إلى تحقيق إنفاق إجمالي تجاوز 3.3 مليار ريال سعودي.

وفي سياق متصل، أثنى معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان على انضمام الأحساء إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، وهو إنجاز يعكس التزام الأحساء بتعزيز التعليم المستمر والتنمية المستدامة. كما أشاد معاليه بالموارد البشرية المتميزة التي تزخر بها الأحساء، وهو ما يعكس تاريخًا طويلاً من التفوق والإبداع لأبناء الأحساء في شتى المجالات، ومثابرتهم الدائمة في إنجاز الأعمال واكتساب المهارات المهنية المتنوعة. ويرى المراقبون أن وزارة التعليم ستجد في الأحساء بيئة مثالية لتحقيق أهداف التحول نحو اقتصاد المعرفة ومجتمعات التعلم، بما يشجع على تعزيز مشاركة القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات في مجالات التعليم والبحث العلمي والابتكار، وذلك تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة الطموحة 2030.

وفي سياق آخر، لم يكن مستغربًا إعلان سعادة نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي، عن مساهمة الأحساء بنسبة 12% من الناتج المحلي للقطاع الزراعي الذي يبلغ 109 مليارات ريال، وهو ما يشجع على إطلاق المزيد من المشاريع الزراعية المبتكرة في الأحساء. وأشار سعادته إلى أن الأحساء تعتبر محافظة رائدة في تحقيق الاستدامة والاستخدام الأمثل للمياه على مستوى المملكة.

ومن الجوانب اللافتة في المنتدى، إعلان سعادة مساعد وزير الاستثمار والرئيس التنفيذي لهيئة تسويق الاستثمار المهندس إبراهيم المبارك، عن وصول عدد رخص الاستثمار الأجنبي في الأحساء إلى 103 رخصة، بإجمالي استثمارات تقدر بنحو 2.5 مليار ريال سعودي. وأكد سعادته على وجود فرص استثمارية واعدة تقدر بنحو 50 مليار ريال، مما يؤكد على الأهمية الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة التي تتمتع بها الأحساء.

وإذا كانت الأحساء قد اشتهرت بمعالمها السياحية الجذابة ووجهها الزراعي المشرق، باعتبارها أكبر واحة في العالم، فقد سلط سعادة مساعد وزير الطاقة لشؤون البترول والغاز الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الأحساء كمركز إستراتيجي لدعم النمو في قطاع الطاقة، وتعزيز سلاسل الإمداد، وتحسين كفاءة التخزين والتوزيع، وذلك من خلال إنشاء مشروع متكامل لتعبئة وتخزين غاز البترول المُسال في المحافظة. ومن جانبه، وصف رئيس أرامكو المهندس أمين الناصر مشروع الجافورة، الذي يُعد أكبر حقل للغاز الصخري في منطقة الشرق الأوسط، بأنه "المستحيل الذي تحقق" بإجمالي استثمارات تتجاوز 100 مليار دولار، متوقعًا أن يسهم المشروع بنحو 23 مليار دولار في الناتج المحلي للمملكة، مما يعزز مكانة المملكة كإحدى أهم الدول المنتجة للغاز في العالم.

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى الجهود الدؤوبة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، في سبيل دفع عجلة التنمية الشاملة في المحافظة، واهتمامه البالغ بتعزيز التنمية الاقتصادية والاستثمارية. وقد شهد المنتدى طرح فرص استثمارية واعدة تقدر بنحو 50 مليار ريال، والتي من المتوقع أن يكون لها أثر ملموس في دعم النمو المستدام في المحافظة وتعزيز مكانتها الاقتصادية.

وخلاصة القول، فإن الأحساء ليست مجرد واحة خضراء مترامية الأطراف، بل هي واحة زاخرة بالفرص الاستثمارية الواعدة في قطاعات السياحة والتنمية والتطوير العقاري والنقل والخدمات اللوجستية والصناعة والزراعة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة